كُـفّي ! أَرانـي، وَيْـكِ، لَـوْمَكِ ألومـا
هَــمٌ أقــامَ عــلى فــؤادٍ أَنجَمَـا
وَخَيـالُ جسـمٍ لـم يُخَـلّ لَـهُ الهَـوى
لحمــاً فَيُنْحِلــه الســقامُ وَلا دمــا
وخــفوق قَلــب لَـو رَأَيْـتِ لَهيبـه
يــا جَــنتي لَظَنَنْــتِ فيـهِ جَهَنّمـا
وإِذا ســحابَة صَــدّ حِــبّ أَبْـرَقَتْ
تَــرَكتْ حَــلاوةَ كُـلِّ حُـبّ عَلْقَمـا
إنْ كــانَ أَغناهــا السُّــلُوُّ فـإنّني
أمســيتُ مـن كبِـدي ومنهـا مُعدِمـا
في هذه الأبيات غزل نادر ومعجزة تعبيرية .. كيف ؟
من معنى الأبيات ..
يقول (ويحك يا محبوبتي! توقفي عن اللوم .. فلومك نفسه أحق بالملامة)
ولكن لماذا هو مستحق للملامة ؟ ماذا فعل ؟
لأنه ( ذهب بفؤاده)..
(والهوى لم يبق بجسمه لحماً أو دماً يحتمل ألم اللوم)..
(وقلبه يخفق بلهيب تظنين بأنه جهنم بسبب حبك يا جنة العاشق المحبّ)..
ثم يقول ( في أرض الحب الحلوة .. تخلف سحابة الصد إن أبرقت فقط .. كل حلو علقما)..
ثم يلتفت المتنبي عن مخاطبتها ليحدث السامع عنها فيقول
( إن كانت حبيبتي قد تسلّت عنّي، فإنني لا كسبت وصالها ولا أبقى فراقها صحتي وسلامة بدني)..
وبعد..
كثيرة هي الأشياء التي تستحق الوقوف والتأمل..
والمتنبي بشاعريته العبقرية .. قد جمع أمجاد التعبير من أطرافه ..
دمتم بود